قيلت
هذه القصيدة تخليدا لليالي السمر والسهر الجميلة التي كنت أقضيها في مزرعة
الدكتور جرير الحسين في منطقة زي قرب السلط مع عدد من الأخوة الأصدقاء وهم
{سيد} ومحمد أبو عياد والدكتور عقيل القزويني والدكتور وليد خالص والدكتور
جرير الحسين والسيد حسين الحمداني والسيد محمود الربيحات
أصدقائي النبلاء
فـأنــا أحـْبـَـــبْــتُ خِـلانـِـي~فـَهُـم عِـطري وَرَيْحَانِـي
فـيـَخـْفِـقُ خـَافِـقِي شَجَـنـاً~بـِحَضْـرَةِ سِحْـر إخوانِي
وإنْ غابُوا عَـن الحَضْـرَةْ~فـذِكْرَى الصَحْبِ تـَلقانِي
فـقـَدْ قـَالـُوا مَـقــُولـتـَهُم~وَسِحْـرُ القـَوْلِ أشجــانِي
فمن طـرَبـي وَمِن فرَحِـي~شَــدَوْتُ جَـمِـيـلَ ألحَانِـي
فـفي شِعـْري وَفي نـثـري~أوَثـِّــقُ عَــهـْـدَ إخـوانِـي
فـهَــلْ أنـْسَى مَحَــبّـتَـكُـمْ؟~فـأنـتـُمْ تــَـاجُ عُــنـْـوانِي
تِـجَـاهَ الحُـبِّ بَـوْصَــلـَتِـي~وَنـَبْـضُ القـَلـْـبِ رُبَّـانِـي
فوَصَـفتُ جَمَالِ حُسْـناكُـمْ~يُـــزَيـِّـنُ لــَــوْنَ أكـْوَانِـي
فأنـْـتمْ في الوَرَى أهـْـلِـي~وأنـْـتـــُمْ وَرْدُ نِــيسَــانـِي
فـثـَوْبُ السّعـْـدِ يَـجـْمَـعُـنا~وَوَصْـفِي حَـازَ رِضْوَانِي
فـَصِـرْتـُــمْ حُـــبّــيَ الأوّلْ~وَزيٌ حُــــبِّـيَ الــثـَّـانِــي
فـَأرَى البَلقاءِ قدْ شَمَخَتْ~وَغـنـَّت شَــدْوَ تَحْـنَـانِـي
وَزَيٌ لـلـْعـُلـَى سَـمَـقـَــتْ~وَنامَـتْ بَـيـْنَ أحـْضَانِـي
فـربـعٍي مَـا لـَـهُـمْ شَـبَهَاً~وَوَصْـفـــاً مَا لـَـهُ ثـَانِــي
فـَـهَـذا الجَـمْـعُ يُـسْعِـدُنا ~وَفي فـَقـْـري فأغـْنـَانـِي
فأحْـمُدُ حَـمْــدَ مَـحـْمُـودٍ ~بـِـطِـيـبِ الحُــبِّ زَكّانـِي
رَبـِحْـنـَا مِــنْ رُبَـيْـحَـاتٍ ~فـَزَالـَـتْ كُــلُّ أحـْـزَانِـي
فـَفِي التـَقوَى يـَجُودُ لنا ~يـُـشِيدُ بـِصِدْقِ إيـمَـانِـي
قـَدِيـمُ الإرْثِ والمَـوْرثْ ~وَمَـا يُـرْضَـيـهِ أرْضَانِـي
فـيـوصـيـنـي وصــأيـاه~ وَيَـتـْــلـُو ذِكْـرَ قــرآنــي
يـجـود بـِزَهـْو صُحبَتِـنـَا~وَثَــارَ لــَظـاً لـِعِـصْـيَانِي
مَـذاقُ الشّهْـدِ مَـجْـلِسَـهُ ~كَكَأسُ الخـَمْر أغـْوانِـي
جـَدِيـدُ العَـهْــدِ أمُـدُّ يَـدِاً ~أجَـدَّدُ عُـمْـرَي الـفـَـانِي
فأرْوِي الوَرْدَ مِن طللي ~فـَيـَزهُو لـَوْنـُه القـَانِـي
وَمـن حُـبِّي هَجَرْتُ النـّـوْمْ~فـَثـارَ جُـنونُ أجْـفـَانِـي
فـَأضْحَى الحُـبُّ مَـلـْعَـبَـنـَـا~وَهَــذا الحُــبِّ هَـنَـّانِــي
فـَأمُّ الـدّنـْيَا قـَـدْ حَـضَـرَتْ~ وَ{سِـيِّـدُ}عِزِّهَا البـَانِي
فـهَــذا السَـيـِّـــدُ الأغـْـنـَى~بـِطِــيبِ الأصْــلِ يَلقانِي
فـَتـلـكَ الأرْضُ يَـغـرسُـهَـا~وَيَـزْرَعُ أرْضَ بُسْتانِـي
فـَلا أفـْـعَـىً تـَـفـُـوزُ بــِـــهِ~وَفِـيهِ رَأيْــتُ لـُقـْمَـانِـي
يـَجُــودُ بـِجَــْـهـدِهِ ثــَمَـــراً~وَمَــا يُـعـْيــِيهِ أعـْيَـانِـي
وأبـُــو عَــيَّـادُ دُرَّتــنـــــــا~يَـلـُـوذُ بـِصَـمْتِهِ الحَانِي
فـَيَـطـبُـــخُ مِـنْ لـَـذائِـــــذِه~فـزَادَ الـــــزَادُ أوْزَانِــي
سِـلاحُ الصَّـمْـتِ حـيـلـتَـهُ~بصَمْتِ الصّمْتِ يَلقانِي
فهَـذا الشَّخـْصُ مُـشْـتـاقٌ~بـِــشَــوْقٍ هـَـزَّ أرْكَانِي
لبـِـنـْـتٍ مِنهُ قــدْ ضَجِـرَتْ~فـَـنــَاجَــاهـَـا وَنـَاجَـانِي
تـَمَـنـَّـتْ قـُـرْبَ وَالِــدِهَــــا~وَصَاغتْ حُزْنَ أحـْزَانِي
ومـِنْ أعـْــرَاقِ مَـشـْرقِـنـا~يُطــَــلُّ بَــريـقُ بـَغــْدَانِ
عَــقِـيــلٌ سـيـد العـــقــلاء~بــِآيِ الـْفِـكـْر حَـاكـَانِـي
لـَـهُ فِـي الــعِـلـْم جـــولاتٍ~تـُـنِـيــرُ ظـَــلامَ بـُلـْدَانِـي
لـَكَ العـُـقـْبَى بـِدَار فـَلاحْ~لـْيـَحـْــمِ الله بـغـَـــــدانِـي
وَلـيـدٌ شـَيْـخُ جَـوْقـَـتِــنـَـا~فـحَـارَتْ فِــيــهِ ألـْوَانِـي
ذكـِّـيٌ حَــــاذِقٌ فـَــطِــــنٌ~يَعـِـيـبُ بـِـلـَحـْن أوْزَانِـي
بـإنـِّي أنصُـبُ المَرفــُوعْ~فـَلـَيْـتَ الـنـّقـْـدُ يَـنـْسانِي
فـَشِعـْـري فِـي مَحَـبَّـتِـكم~فــِمَــا جَــارَاهُ إحـسْـانِي
بُحـُورُ الشّعْـر تـُغـرقـنِي~عَـرُوضُ الشِّعر يَهوآنِي
فـيَـغـْدُو شِّعـْري بُـرْكانِـاً~تـَصَـاعَـدَ مِـنـْهُ دُخـَّـانِـي
فـَيـَحْرقُ مَن دَنـَى مِـنـِّي~وَيُـكـْوى بـِنار نِـيـرانِـي
كَـمَا لِلـشـِّعـْر شَـيْـطانــاً ~فقـَدْ جَــارَاهُ شَـيْـطـانِـي
وَفـِـي أوْزَانِ قـَافِـيَــتِــي~وَلـِـيـدٌ صَـارَ قــُبـْطـانِـي
وأمّـا الـرَّبْـعُ مِن بـلــدِي~فـَنـُعـْمَى لأهْـلِ أوْطانِـي
فـَتـَاجُ الـقـَوْم جَـوْهَــرَة ~وأصْبَـح تـَـاجُ تِـيـجَانِي
فـصَارَ جَـريـرُ جَوْهَـرَنا ~بروح العِـشْـقِ أحْـيَـَانِي
بـِوَصْـلٍ عَــزّ نـَـاظِــــرُهُ~وَيََسْكُنُ عُمْقَ وِجـْـدَانِي
فـيـَا بـَسْمَهْ لهَـا نـَرْكَــعْ~ولـَوْنُ الـوَجْـهِ نـُورَانِي
وَتـِلـكَ القـَامَة الهَيْـفـَاءْ~فـَحازَتْ كُــلّ إيــمَـانِــي
وَعِـشْـقِـي فِي خصَائِـلِهِ~وَهَـذا العِـشـْقُ رُوحَانِي
بُـحُـورُ الخـَيْـر مَـوْطِنـَهُ~وفي الإحْسَاسِ إنـسَانِي
فـَعِـشْـنا فِـي فـَضَـائِــلِـهِ ~جَـمِـيلَ الفـَضْـلِ أهْدَانِي
فـَصَـارَ الحُـبُّ حِـرْفـَتـَنَـا~وَرَغـْمَ الفـَقـْــر يَـهْوَانِي
حـُسَيْـنٌ أصْـلـُهُ حَـسَـــنٌ~بـِظرْفِ اللّـطـْفِ هَـنـَّانِي
صَـدِيـقٌ صَـادِقٌ صَــدِقٌ~يـَصُـولُ بـِطـُولِ مَـيْدَانِي
فـَنـُعـْمَى في طـَـرَافـَـتِــهِ~بـِعُـمْـق الضِّحْـكِ أبْكَّانِي
فشَـيْـخُ في ُذرَى وَطنِـي~فـأصْبـَحَ هَـالَ فـِنـْـجَـانِي
فـيَـا رَبـْـعِـي وَخِـلانِـــي ~فـِــداكُــمْ دَمُّ شِــرْيــَانِــي
فــََدُنـْيَـانـا تـَضِـيـقُ بـِنـَا ~وَجسْمِي صَارَ جُـثـْمَاني
فـلولا طِـيبِ مَجـْلِـسِـكُمْ~لـَكـَانَ الـدَّهـْـرُ أفـْـنـَانـِي
طلال غرايبة