بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
:
أحــببت بمناسبة اقتراب موسم الطاعات في رمضان أن أورد لكم ما سمعته عن هذه العبرة :
(عبرة)ضياع فرصة رمضان:
يحكى أنّ صيّاداً كان يسترزق من الصيد في البحر كل يوم يرمي شباك الصيد و يتعيّش مما يتفضّل الله عليه من أسماك و خيرات البحر
و
في يوم من الأيام رمى هذا الصيّاد بسنارته في ماء البحر و إذ بسمكة كبيرة
لا بأس بها تعلق بها فسحبها الصياد و تحمد الله على ما رزقه و انصرف إلى
داره , و بعد أن وصل الصياد إلى داره هم بفتح السمكة و تنظيفها تمهيداً
لبيعها فبعد أن شق بطن السمكة و باشر بالتنظيف وجد في بطن السمكة جوهرة
كبيرة الحجم ….... ففرح الصياد بها و ذهب إلى خبير من خبراء الجواهر
ليستشيره و يقدر ثمنها و بالفعل
قام هذا الخبير بتفحص الجوهرة و
دراستها و أجابه بكلّ أمانة : “ إن هذه الجوهرة ثمينة جداً و لأكون صادقاً
معك فإنني مهما أعطيك ثمناً لها فإنها تساوي أكثر من ذلك .. فلا قدرة لي
على شراء مثل هذه الجوهرة الثمينة لا أنا و لا غيري من العاملين في هذا
المجال فسأله الصياد مالعمل فأجابه عليك بالملك فأمواله كثيرة ربما يكون
قادراً على أن يشتريها منك
و بالفعل توجه الصياد إلى قصر الملك و
طلب مقابلته و عرض عليه الجوهرة ليشتريها فجاء الملك بما لديه من خبراء في
الجواهر و الأحجار الثمينة و بعد دراسة و تمحيص توصّلوا إلى أنّ هذه
الجوهرة بالفعل غالية الثمن بشكل كبير و أنه يصعب وضع ثمنٍ لها ….......فما
الحل سأل الصياد
أجابه الملك : ما رأيك أن أشتريها منك مقابل أن أتركك في خزائن مالي مدة 5 ساعات تأخذ منها ما تشاء .
فكّر الصياد و بعد موازنة و تقدير و جد الصياد هذا العرض مرضياً فقبل به .
و
بالفعل قام الملك بتوجيه الأمر لأمين هذه الخزائن ليأخذ الصياد و يفتح له
أبواب الخزائن و يمكنه من أن يأخذ منها ما يريد طيلة الخمس 5 ساعات التي
سمح بها الملك
دخل الصياد فوجد الخزائن متكونة من 5 أبواب :
-
فتح الباب الأوّل فوجد فيه السبائك الذهبية و قد ملأت المكان فأعجبه
المنظر و قال في نفسه لا بدّ لي من أن أستغل الوقت لأحضر شيئاً يحمل لي
أكبر قدر ممكن من السبائك
- إلا أنّ فضوله دفعه لاستكشاف الأبواب
الباقية ففتح الباب الثاني فوجد فيه النقود الكثيرة الفضية و الذهبية ,
الدناير و الدراهم , الريالات و الجنيهات........ فأضمر في نفسه ما أضمره
في المرة الأولى
- إلا أن فضوله لم يقف عند هذا الحد بل تجاوزه إلى
الباب الثالث ففتحه و إذ بسرير الملك هذا السرير الّذي لم يرَ الصياد
مثيلاً له من قبل له ذهب و أحجر ثمينة و فرش ناعمة و ثيرة و قد علاه تاج
الملك الثمين فدعته نفسه ليجرّب المنامة عليه و لو مرّة واحدة لأنه في
حياته لم ينم على مثل هذه الفرش الوثيرة بل دائماً على الفرش الخشنة و
الوسائد الممزقة التي في داره *فما زال لديه متسعٌ من الوقت ليجرب النوم
على هذا السرير و ليحضر وسيلةً يحمل عليها الأموال و السبائك الذهبية* و
بالفعل توسّد الصياد هذا الفراش و الثير و غطّ في النوم
فإذا به
يستيقظ على صوت أحد الخدم يوقظه معلماً له بأن المدة -مدة الخمس5 ساعات- قد
انتهت و آن وقت رحيله قد حان فرحل دون ان يحصّل أياً مما كان بإمكانه أن
يحصل عليه مما وعده الملك به و قد أضاع فرصة ذهبية لا يـمكن أن تعوّض .
هذه
القصّة نصل منها إلى أنّ من أضاع أوقاته في شهر رمضان و في أشهر العام و
مواسم الخير الكثيرة التي تفضّل الله بها و منّ الله بها على هذه الأمة و
فضّلها بها على كثيرٍ من الأمم السّابقة من أضاع هذه الأوقات في أمنيات
النفس و حظوظها دون أن يشمر عن ساعد الجد و العمل في العبادة و العمل في
خدمة الناس فيما يرضي الله فهو ليس إلا كهذا الصّياد الّذي خسر كلّ شيء و
عاد صفر اليدين
يا من أضعت ليالي رمضان و فاتتك مواسم الخير و ليالي
القدر هلاّ تداركت نفسك و افتديتها بالعمل المجد المخلص و العبادة الخالصة
لله تعالى .
فهل من عامل مجد ….
و الحمد لله ربّ العالمين