ترفض ذكراها أن تغادر
بالي ,أستحضر صورتها في أوجه النساء جميعا, كل الأماكن تحتفظ بأريج
عطرها,أينما رحت وارتحلت إلا واجتاحتني ذكريات الماضي الذي جمعنا
تسألون
عن من أتكلم ,عن حبية العمر ,نسجنا مع بعض أجمل الحكايا وخلدنا أروع
اللحظات ,جمعنا حب قوي متبادل ,استمتعنا بكل لحظة قضيناها معا ,كانت أول
فتاة تجتاح فكري ,ويدق لها قلبي ,ويكتب لها قلمي ,وبكت عليها عيني ,أحببتها
حبا نابعا من القلب,مصادقا عليه من العقل ,كنت أرى فيها نساء العالم بأسره
,وجودها كان يغني عن سواها,أحببتها حبا جنونيا أفلاطونيا ,ما بخلت عليها
يوما بشيء ,كنت أقتسم معها راتبي لكي لا تطلب شيئا من غيري ,كنت أفعل كل
هذا وأنا راض ,كنت أعتبرها زوجتي وأعاملها على هذا الأساس,لم أطلب منها شيء
قد يحرجها أو يجرح كرامتها ,لم أطالبها بليلة ماجنة أو حتى بقبلة ,وما
حاولت لمس يدها,أردت أن أحافظ عليها, رغبت أن تظل طاهرة عفيفة ,لم أرغب في
أن تلمس يد غريب جسمها,حتى لو كانت يدي ,نعم كنت أتمناها ,كل شعرة من جسمي
كانت تشتاق لها ,وشفتاي تتلهفان على شفتيها ...,لكني لم أجرأ كنت أحافظ
عليها وأطلب لها العزة التي أريدها لأختي ,فلقد أردتها زوجة ,لكن للأسف
تبخر حلمي ,وتبعثرت أوراقي وتناقلتها رياح ,عندما أعلمتني أنها ليست بكرا
,وأنها فقدت عذريتها عندما كانت على علاقة بشاب كانت تكن له الحب والمودة
اللذان جعلاها تفرط في أعز ما تملك ,لكنه لم يفي بوعوده بعدما غرر بها
,فلقد سافر بعيدا وتركها وحيدة تجابه قدرها ,حاولت هي مرارا أن تنتحر,قبل
أن تذعن لمشيئة الأقدار وتستسلم لأن الحياة لن تتوقف عند أحدهم ,فرممت
قلبها ,وأعادت التجربة لأكون أنا الضحية وواجبي الآن يحتم علي أن أرمم
خطأها,وأن أدفع تمن زلتها,
أخبرتني بجريمتها قبل شهر على عقد
القراننا,وأحمد الله أنها أخبرتني قبل أن أكتشفه بنفسي وأفاجئ به ,فما كنت
لأخمن ما قد أرتكبه في تلك الحالة ,كانت تخبرني بسرها والدموع تغرق وجهها
الصغير ,قالت كلاما كثيرا لعلي ألتمس لها العذر ,أخبرتني بأنها تغيرت كثيرا
منذ أن تعرفت علي ,أخبرتني أنه كان في إمكانها خداعي وأن تجعل كل شيء
يبدوا على ما يرام ,لكنه لم تأتي من الجرأة ما يكفي لخداع قلب أحبها وأحبته
بصدق ,لهذا رمت لي الكرة لأقرر ما أفعل بها ,
لكني بت أحتقرها ,وأحتقر نفسي التي كانت تعشقها وتحترمها ,