جمال الألم *
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
"كان
عند امرأة صينية مسنة إناءان كبيران تنقل بهما الماء، وتحملهما مربوطين
بعمود خشبي على كتفيها، وكان أحد الإناءين به شرخ والإناء الآخر بحالة
سليمة، وفي كل مرة كان الإناء المشروخ يصل إلى نهاية المطاف من النهر إلى
المنزل وبه نصف كمية الماء فقط أما الآخر السليم فهو يحتفظ بكمية الماء
المحمولة به كاملة ؛ ولمدة سنتين كاملتين كان هذا يحدث مع السيدة الصينية،
حيث كانت تصل منزلها بإناء واحد مملوء وآخر إلى نصفه أو أقل ...
وبالطبع، كان الإناء السليم مزهواً بعمله الكامل
وكان
الإناء المشروخ محتقراً لنفسه لعدم قدرته وعجزه عن إتمام ماهو متوقع منه،
وفي يوم من الأيام وبعد سنتين من المرارة والإحساس بالفشل تكلم الإناء
المشروخ مع السيدة الصينية وقال لها:
"أنا خجل جداَ من نفسي لأني عاجز
ولدي شرخ يسرب الماء على الطريق للمنزل". فابتسمت تلك السيدة وقالت "ألم
تلاحظ الزهور التي على جانب الطريق من ناحيتك وليست على الجانب الآخر؟"
أنا
أعلم تماماً عن الماء الذي يُفقد منك ولهذا الغرض غرست البذور على طول
الطريق من جهتك حتى ترويها في طريق عودتك للمنزل، ولمدة سنتين متواصلتين
قطفت من هذه الزهور الجميلة لأزين بها منزلي ؛ ما لم تكن أنت أيها الإناء
المشروخ، ما كان لي أن أجد هذا الجمال يزين منزلي".
*من التراث الصيني