شجع طفلك على الرسم لتنمية شخصيته وذكائه
يعاني الأهل من
صدامات كثيرة مع أولادهم، وخاصة إذا كانوا في سن المراهقة، فتكثر الخلافات
بين المراهق وأهله، إلا أن ذلك لا يمنع وجود بعض المراهقين الذين يتمتعون
بعلاقات تفاهم معقولة مع الأهل، ومنهم من تكون علاقته قوية بأحد الأطراف
على حساب الطرف الآخر.
وتزداد العلاقة المتشابكة بين العائلة والمراهقين في مواضيع مختلفة؛ حيث
يحدث خلاف بين الأهل وأولادهم حول اختيارهم للملابس وتدخل الأهل في هذا
الاختيار، كما يحدث الخلاف بخصوص وسائل "التكنولوجيا" مثل الإنترنت و"فيس
بوك"؛ لأن بعض الأهل يرونه مضيعة للوقت، وبعض الأهل يسمحون به في العطلات
الأسبوعية فقط.
وعلى الرغم من الاختلافات بين المراهق والأهل، فإن هذه تشكل حالة طبيعية
ومنتشرة داخل كل منزل به مراهق، وذلك بسبب الاختلاف في طريقة التفكير نتيجة
الاختلاف في العمر، ما يخلق حالة من عدم التواصل بين الطرفين، التي قد
تتحول إلى حالة خطيرة، إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
وكشفت أبحاث علمية أن مخ المراهقين يتطور من الخلف إلى الأمام، وأول ما
يتطور هو المخيخ، الذي له دور كبير في عملية التنسيق الحركي والتحكم في
أجزاء الجسم المختلفة؛ حيث يمكن الإنسان من القيام بأكثر من نشاط في وقت
واحد، كما أن نمو المخيخ يتأثر بالمتغيرات البيئية.
عقل المراهقين
&
وأثبتت الأبحاث كذلك أن
المخيخ يتغير بشكل كبير بعد انتهاء مرحلة المراهقة؛ لذلك عندما تجد ابنك
المراهق له تصرفات "خرقاء" وتسقط بعض الأشياء من يده يجب أن تعلم أن هذا
شيء طبيعي؛ لأن المخ ما زال في تطور مستمر وهو المسؤول عن التحكم.
أما الجزء الثاني، الذي يتطور من مخ المراهق يسمى بـ"اللوزة"؛ حيث يميل
المراهقون إلى الاعتماد عليها في التعامل مع الأمور العاطفية، بعكس
البالغين الذين يعتمدون أكثر على قشرة الفص الجبهي، الذي يكون في مرحلة
التكوين بمخ المراهقين، ما يفسر سبب اندفاع المراهقين وتصرفهم بـ"طيش".
الجزء الثالث في المخ هو "العقد القاعدية" وحجمها أكبر عند الإناث وهي
المسؤولة عن العضلات الإرادية، أما "الجسم الثفني" وهو المسؤول عن الإبداع
وحل المشاكل، وخلال مرحلة المراهقة يتعامل مع المعلومات بشكل أفضل.
المشكلة هنا تكمن في أن الأهل يتعاملون مع أولادهم خلال تلك الفترة
باعتبارهم طلبة فقط وينسون حياتهم الشخصية؛ لذلك عندما يأخذ ولدهم درجات
قليلة في المدرسة يتم وصفه بأنه مهمل وكسول، ما يجعل المراهق يخزن هذه
الكلمات والمشاعر في عقله ليبدأ حاجزا جديدا بينه وبين أهله.
لذلك يجب على الأهل معرفة أن المراهق يبني خبرته في الحياة، فالتوجيه في
هذه المرحلة يجب أن يكون الوسيلة الأولى للحوار وليس للانتقاد وإظهار
العيوب، كما أن الأهل يجب عليهم أن يتفهموا نفسية أولادهم الذين يرغبون في
أن يتم التعامل معهم باعتبارهم كبارًا، ولكن في بعض الأحيان يرفضون تحمل
المسؤولية، ما يسبب ارتباكًا لأهلهم.