هكــذا يموت الابطـال..

صفعة هزت كيان الوجود

لبطل رحل ولن يعود

لكنه طبع بصمة في تاريخ الخلود

للمجد الأزلي...

حملت نعش الصمت العربي

وايقضت الضمير البشري

من سبات ورقود...

تعلن بدء تاريخ الصمود

التي طويت من عهد عاد و ثمود...

قصة الشرطية والبائع المظلوم

قد غيرت واقع العرب المشئوم

وأمجاد الحكام المزعوم

في بحر الفساد قد كان يعوم

فهل لها نشكر أم عسانا نلوم ...

لا بل كل الشكر والتحية

لابن تونس الأبية

رمز العزة الأبدية

الذي حرك النفوس العربية

وناداها للبقاء...

واستنشاق عبير الحرية

فنم في قبرك نومه هنية

و حقك علينا الدعاء

وطلب الشفاعة والبرية

من رب السماء

ليس انتحارا ولكنه نداء

لكل الشعوب المنسية

تحت واقع الذل والدنية

فأنت رمز العطاء والفداء...

لأجلك اهتزت ارض قرطاج

منددة بذل الرجال

فاجتثت جذور الاعوجاج

التي كان بهشاشة الزجاج

وغيرت من سوء الحال

فزالت عن السلطة الأوحال

صدى التغيير لا تتوقف

وأوقف زحف الفساد...

أخيرا جاء الرد

من ارض الكنانة

من شعب رفض تجرع المهانة

والاختفاء وراء الكلمات الجبانة

مطالبا تغيير أنظمة البلاد

وإما الثورة والجهاد

فكان له ما أراد

واتى الشعب في الميعاد

معلنا للثورة فجر الميلاد

من ميدان التحرير

فكان الحكم والجلاد

وفجر بركان الغضب

في جمعة الرحيل

حقا إرادة الشعب

تسحق جبروت المستحيل

ها قد استجاب القدر

وانجلى ليل الحفر

وقيد المذلة انكسر

وعانق شوق الحياة البشر

فشدوا على الأيادي

فهذي الصحوة العربية تنادي

فوق كل الطغاة والأعادي

فلا للفتنة ولا للتفرقة

فكل العرب بلادي....