رسالة بدون عنوان

رسالة بدون عنوان

إلى إمرأة سألتها بعفوية من تكونين؟
فأجابتني في دلال أنا قاتلتك يا مسكين

إلى إمرأة إخترتها من بين الملايين
فمزقت أوصالي بدون خنجر و لا سكين

إلى إمرأة سكبت عليها عطر الياسمين
فأحرقت قلبي بدون كبريت و لا بنزين

إلى إمرأة نقشت إسمها أعلى الجبين
فرسمت في فؤادي الحزن و الأنين

إلى إمرأة إحتضنتها بالشمال و اليمين
فاغتالت هوايا بقسوة في رمشة عين

إلى إمرأة طلقت النوم من أجلها طوال سنين
فكتمت أنفاسي و كبلتها بحبل متين

إلى إمرأة منحتها حب اليقين
فناولتني السم الزعاف في كأس ثمين

إلى إمرأة عشقتها عشق المجانين
فصوبت نحوي كل سهام الشياطيين

إليك سيدتي أكتب آخر كلماتي
لماذا دمرت قلبا أحبك مدى الحياة
و أمضيت طوعا على وثيقة وفاتي

إليك سيدتي أنزف أصدق آهاتي
لماذا بين يديك إبتدأت و استمرت مأساتي
و لم تعيري أدنى إهتمام لمناجاتي

لماذا جعلت القلم يتكلم بمرارة ؟
و يسيل مداده هباء يا للخسارة

لماذا أصبحت ليلا أسيرا و كذلك نهارا
لماذا فقد عقلي الصواب و أضاع الأفكار؟

لماذا بين يديك تحطم القلم ؟
و قرر الرحيل و الفرار

لماذا بين يديك تذمر القمر ؟
و غادر الأنظار

لماذا بين يديك إنتحر الحب ؟
مخلفا أسرارا و آثارا

لماذا بين يديك إحترق القلب ؟
و لم تطفئي بعد النار

لماذا بين يديك نامت عينايا
و سال دمعي أنهارا

لماذا بين يديك تلاشت الأنوار ؟
و أسدل الليل الستار

لماذا بين يديك إحتظنت الصمت ؟
و عاتبت الأقدار

لماذا بين يديك تاه النغم ؟
و أضاع الجواب و القرار

لماذا بين يديك توقف الزمن ؟
و أبى أن يكمل المشوار

من أجلك تجاهلت أبشع صفات النساء
و تعلمت جميع دروس الوفاء

من أجلك جندت كل حروف الهجاء
و أعلنتها حربا على المدح و الغزل و الرثاء

من أجلك حلقت كلماتي في الفضاء
لا قطب عاد يسعها و لا خط إستواء

من أجلك كتبت على الشجر و الحجر و الهواء
و جعلت المداد يتدفق أكثر من الماء

من أجلك رفعت يدايا إلى السماء
لأخصك وحدك بأفضل الدعاء

من أجلك سخرت من كل داء و كل وباء
لأنني ضننتك للأسف أنت البلسم و أنت الدواء

من أجلك ظلمت عقلي و قلبي على حد السواء
فكانت نهايتي نتيجة السخافة و الغباء

من أجلك تمنيت كتابة الشعر و تاليف الغناء
لكن هيهات هيهات أين أنا من الشعر؟ و من أنا ؟

من أنا ؟؟؟

أسير الليل