تدفق صباح أمس آلاف المصريين
على مطار هواري بومدين لمغادرة الجزائر، مجبرين من مؤسساتهم بأمر من
السلطات المصرية التي أعطت تعليمات صارمة لرعاياها قصد مغادرة الجزائر في
أقصر فترة ممكنة خوفا من تعرضهم لأي اعتداءات محتملة.. وذلك جراء التصعيد
الإعلامي الذي تقوده العديد من القنوات المصرية، والغريب في الأمر أن
المصريين أنفسهم انتقدوا هذه القنوات ووصفوها بالشيطانية..أرغم أزيد من
1000 عامل مصري بشركتي "ايزاكو" و"مهدي" المكلفتين بإنجاز مصنع الإسمنت
بالجلفة على مغادرة الجزائر بقرار من السلطات المصرية -حسبهم-. وفي تصريح
للشروق اليومي، شكر العديد من المصريين قوات الأمن الجزائرية التي
اصطحبتهم من مكان عملهم إلى المطار حفاظا على سلامتهم، وفي شهادات فردية،
أكد السيد "ب.ر"32 سنة، أنه شاهد على كرامة الجزائريين وحسن خلقهم، حيث لم
يتعرض لأي أذى طوال مدة إقامته في الجزائر، وقال المتحدث أنه جد مستاء لما
وصل إليه الأمر بسبب مباراة في كرة القدم، وقال "نحن جئنا إلى الجزائر
طلبا للرزق وأرغمنا على مغادرتها ونحن جد متشوقين للعودة من جديد في ظروف
خالية من الفتنة والتوتر". الجزائر كانت لنا جنة والأمن وفر لنا
الحمايةكما أكد شاب مصري "لا أنكر المعاملة الحسنة التي حظينا بها في مطار
الجزائر الدولي، ونشكر الشرطة الجزائرية على ما بذلته لحمايتنا وتوفير
الأمن لنا، لكن تعرضنا لتحرشات كلامية من جزائريين في ولاية عين تموشنت،
أين نعمل بشركة أوراسكوم تيليكوم، سنتوجه للقاهرة لقضاء عيد الأضحى ولست
أدري هل تتحسن الأمور ونعود للجزائر وهي جنة دون أي مجاملة، وأضاف آخر
"هروبنا من الجزائر ليس بسبب الاعتداءات ولكن خشية تدهور العلاقات بين
البلدين، ونشهد أن الإعلام المصري المرئي تجاوز كل الحدود في التعامل مع
هذه القضية، سنغادر الجزائر بصفتنا مترجمين لدى شركة جاك اليابانية
المختصة في الأشغال العمومية، وربما سنرجع ذات يوم في بلد لم نجد فيه إلا
الراحة". الفضائيات خربت بيوتنا و"الشروق" هزمت الإعلام المصريوفي شهادة
بعض العاملين في ولاية سكيكدة، أكدوا "نحن نحمل الإعلام في البلدين
مسؤولية هذه المأساة، فكان الحديث عن القتلى في الجزائر وراء تعرضنا إلى
مختلف أنواع الشتائم، ولا أقول اعتداءات، وأنقلب الجزائريون على المصريين
في الجزائر وتغيرت المعاملة من حسنة إلى سيئة فهربنا من مدينة سكيكدة، حيث
كنا نعمل وسنتوجه إلى القاهرة وكلنا حسرة من ترك لقمة العيش في بلد هو
أحسن بلد في العالم."وفي شهادة لمصريين آخرين بمطار هواري بومدين "لا ذنب
لنا إذا كانت مصر تملك إعلاما وقنوات تلفزيونية خاصة، وأقول لكم لو كانت
جريدة الشروق تملك قناة تلفزيونية لانهارت القاهرة إعلاميا، وهذه حقيقة
لمسناها ونحن نطالع جريدتكم كل صباح وهو ما يدفعني إلى تحميل الإعلام
مسؤولية خراب عيشتنا في الجزائر ونحن ذاهبون للقاهرة والبطالة تنظرنا هناك
والله المستعان". المصريون يشهدون على سلامتهم في محاضر رسميةشهد المصريون
على سلامتهم وحسن معاملتهم في محاضر رسمية قدمها لهم القائمون على الأمن
بمطار هواري بومدين لتكون دليلا على حسن معاملتهم من طرف السلطات
الجزائرية، يأتي هذا الإجراء في وقت تعرض فيه الجزائريون إلى اعتداءات
وحشية وإهانة غير مسبوقة في مطار القاهرة وصلت حد الضرب المبرح لطالبة
جزائرية أمام أنظار البوليس المصري
